أهم خطوات النجاح في حياة الإنسان ؟
لعل ملامح النجاح في حياة أي إنسان تظهر جلية في سن الطفولة
وتتدرج بالعمل على تطوير هذه الملامح وصقلها ، وتغذى بالفرص التي تتاح له
لكي يبرز قدراته
تهيئة الفرص .
ولعل الطريقة الأولى هي الطريقة العلمية وهي الأنجح دائماً, فهي تمثل
الإعداد على المدى البعيد لفرد أو لجيل بكامله، وتستلزم دقة الملاحظة من
قبل الأهل، أو ممن لهم صلة بتربية الطفل أو تعليمه، والملاحظة ورصد
اهتمامات الطفل تعد المقدمة الأولى, فالعديد من الأطفال تبدأ مواهبهم
بالظهور في سن مبكرة, فمنذ رصدها يجب العمل على تعزيزها وصقلها وتطويرها من
التوجيه والتدريب وتوفير الجو والظروف، وتستطيع عمل ذلك مهما كانت
الإمكانات قليلة، ولعل هذا الأسلوب يترك للطفل مساحةً كاملةً للنظر إلى مدى
رغبته في الاستمرار والعمل لأبعد مدى على ذلك، ودون ضغط نحاول أن نتركه
حراً في خياله وتفكيره ونجيبه عن كل تساؤلاته بحيادية مهما كان موقفنا من
استفهاماته وبالنظر إلى الإيجابيات والسلبيات.
الطفل كمستقبل
إن اتباع هذه الأساليب يجعل الطفل يصل إلى تحديد المجالات التي يرى نفسه
فيها مستقبلاً, وفي مرحلة لاحقة يستطيع أن يحدد هدفه ورغبته الكبرى في
حياته، وهنا علينا أن نزوده بكل المعلومات عن هذه الرغبة وذلك الهدف, وربما
تعمل العديد من البرامج (ويوجد بعضها في بلادنا العربية) على ربط الطفل في
مرحلة الـ 14 إلى الـ 15 سنة بالعمل الذي يرغب فيه من خلال زيارة مكان
العمل أو قضاء فترة مع شخص يعمل نفس العمل، ويقوم بشرح متطلبات العمل، وما
هي الإيجابيات والسلبيات والمؤهلات والدراسة التي تستوجب دخول هذا المجال.
قد تساعد مثل هذه الأساليب الطفل في مرحلة مبكرة على تغيير هدفه إن لم
يجد نفسه في ذلك المجال، فيكون لديه الوقت الكافي لإعادة النظر في أهدافه
وتحديد هدف جديد, وبما يملك من مهارات مصقولة سابقة يستطيع التعويض والشروع
بهدفه الجديد متّفقاً مع إمكاناته.
ومع الزمن وعندما يصل إلى تحديد نوع الدراسة يجب أن تكون متوافقة مع ما
يريد تحقيقه في المستقبل، وتبدأ من تحديد فرع الدراسة في المرحلة الثانوية,
فتخصصات كالطب والهندسة تختلف عن دراسة تخصصات أدبية، وقد يؤدي الاختيار
الصحيح إلى توفير وقت وجهد كبيرين، وربما نتيجة ميول ومهارات معينة قد يحبذ
أن يتجه إلى التخصص المهني، فبعض الطلاب يتميزون في العمل والمهنة أكثر من
الجانب الدراسي البحت.
الفطري والمكتسب
وهنا علينا أن نميز الفروق بين الطلاب بين ذكاء فطري أو ذكاء مكتسب,
وبين من يبدع في الدراسة الأكاديمية ومن يبدع في الجانب المهني، وفي هذه
المرحلة علينا العمل على إكساب الفرد مهارات الذكاء الاجتماعي والتواصل
والاتصال لكي يستخدمها في رسم خطوات نجاحه، فكثير من الطلاب يتخرجون في
الجامعات وهم أوائل، ولكن ذكاءهم الاجتماعي وقدراتهم الاتصالية تعيق
إبداعهم بالعمل، وقد يتأخرون في الحصول على فرصة العمل المناسبة.
وفي مرحلة الدراسة الجامعية على الطالب أن يطّلع على بيئة وطبيعة سوق
العمل والفرص المتاحة له وتقريبه من هذا العالم حتى يحدد خياراته بشكل
نهائي، فهناك فرق شاسع بين الجانب العملي والجانب النظري البحت في جامعاتنا
التي تعاني ضعف الجوانب التطبيقية فيها، وهو يحتاج في هذه المرحلة إلى
تسخير كل ما تعلمه في السابق، والخروج من مأزق الصدمة الأولى التي يعانيها
طلابنا، والفرق الشاسع بين مرحلتين مختلفتين مع مترافقات هذه المرحلة
ومغرياتها التي تبعد الفرد عن تركيزه على هدفه إن لم يسخر مهاراته وقدراته
وذكاءه الاجتماعي ليصل إلى مرحلة الإنسان المتوازن، وهو الذي يستطيع المزج
بين الأبعاد المشكلة لشخصيته وفي دراسته وعلاقاته، والنشاط اللامنهجي الذي
يخرط الطالب في تجارب حية تساعده على الوثوق أكثر بشخصيته ولا يبني شيئاً
على حساب أولويات حياته وكذلك يكون في عالم المهنة والجانب المهني إن أحسن
الفرد استغلال ما تعلمه فيحسن في عمله ويبدع في مهنته.
إعداد الشباب
وتعمل العديد من البرامج والشركات على برامج إعداد الشباب للدخول إلى
سوق العمل وإكسابهم المهارات للدخول إلى هذا السوق، وهي التي تجعل منه
منافساً قوياً على الوظائف، كمهارات الاتصال والتواصل وكيفية كتابة السيرة
الذاتية وإجراء مقابلات العمل وبيئة الأعمال، إلى جانب ذلك فإن من المهم
الإلمام بمتطلبات العصر التي أصبحت ضرورات للمنافسة في سوق العمل مثل اللغة
والحاسوب، وبهذا يحصل الطالب على التعويض عما يلزمه من معرفة بطبيعة
الأعمال التي تهملها الأنظمة التعليمية التلقينية التي تفتقر إلى الجوانب
العملية المقاربة لبيئة العمل, فيتخرج طلاب بعيدون كل البعد عن أجواء العمل
ويفشلون في الحصول على فرص العمل المناسبة.
وفي كل مرحلة يبرز نوعان من الأشخاص, النوع الأول الذي يحدد هدفاً ويعمل
عليه، والنوع الثاني هو النوع الذي يفشل في الوصول إلى هدفه، لذا تراه
يتجه إلى دراسة أي شيء والعمل في أي شيء ويميل أكثرهم إلى العمل في الوظائف
المأمونة, كدخول الوظائف الحكومية أو الجيش التي لا تنظر إلى إنتاجية
الفرد بشكل أساسي.
وهذا التنوع هو رحمة بالبشرية، وذلك لأن إفرازات كل مرحلة تؤمن متطلبات
المجتمع للأعمال المختلفة من أدنى عمل إلى أعلى عمل، وخلاصة القول: إن
الدور الأكبر في بناء إنسان ناجح هو للأسرة أولاً, فهي التي ترصد وتراقب
وتعزز الميول والاتجاهات وتقوم بالتوجيه دون الضغط أو فرض الرغبات كالنظرة
الكلاسيكية في مجتمعاتنا الشرقية بضرورة دراسة صاحب المجموع العالي للطب
والهندسة, بل أن نوجهه فيما يحقق إبداعاته ويلبي رغباته، بل إن الإغراق في
ممارسة دور الشرطي على الابن أو الابنة قد يؤدي بهم إلى الفشل وتعقيد
نفسياتهم, بل إن الأسوأ أن يقودهم إلى الانحراف, ولهذا يجب التعامل بحذر
وحساسية عالية مع أطفالنا وإرفاد عقولهم بكل ما ينميها ويطورها..
غرد لأصحابك في تويتر :) غرد
شارك عبر جوجل بلس ;)
شير علي الفيس بوك ( )
Follow @AhramNet
ليست هناك تعليقات :